بينما يستمر الغموض حول مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يحاول نجله أحمد علي صالح على ما يبدو نفي ما يشاع عن انه يمسك بزمام الأمور في اليمن، حيث قال إن قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها تأتمر بأمر نائب الرئيس الفريق الركن عبدربه منصور هادي الذي يقوم بأعمال صالح حاليا، وتنفذ كل ما يصدره من تعليمات وتوجيهات شأنها شأن باقي وحدات القوات المسلحة التي تدين بالولاء المطلق على حد قوله لله والوطن والثورة والوحدة ومتمسكة بالشرعية الدستورية.
وأعرب نجل الرئيس صالح الذي يعد تصريحه لموقع «سبتمبرنت» المقرب من الرئاسة، هو الأول منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن، عن تأييده للجهود التي يبذلها نائب رئيس الجمهورية «الرئيس المؤقت» ومعه عدد من أعضاء الحكومة والسياسيين ولقاءاتهم مع قادة المعارضة ومع ممثلي المجتمع الدولي بهدف الوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها اليمن.
وقال مصدر سياسي يمني مطلع لـ «العربية نت» إن تصريحات نجل صالح وتأكيداته بأن السلطة الفعلية في يد نائب الرئيس والقائم بأعماله جاءت بعد ضغوط أميركية وأوروبية وخليجية من أجل التهيئة الفعلية لانتقال السلطة في اليمن بشكل سلس وآمن.
يأتي ذلك فيما يكتنف الغموض عودة الرئيس الذي يعالج حاليا بالمملكة العربية السعودية، ويزداد الموقف ضبابية مع تناقض التصريحات الصادرة عن المسؤولين اليمنيين بشأن عودة صالح.
في هذا السياق تؤكد مصادر بالحزب الحاكم أن صحة الرئيس صالح، جيدة وفي تحسن مستمر، غير أنها أشارت الى أن عودته لن تكون قريبة وأن الأطباء هم من يقررون موعدها، في حين تشير مصادر بالمعارضة اليمنية إلى أن عدم عودة صالح يوم الجمعة الماضي يعني عدم عودته نهائيا إلى البلاد، وأن ذلك ربما يرجع الى ضغوط، سواء داخلية من قبل الثوار في الشارع اليمني، أو خارجية من قبل بعض الدول خوفا من وقوع أحداث عنف باليمن مع عودته. وإلى جانب ذلك، أثارت تصريحات أحد المسؤولين الإعلاميين جدلا حول الحالة الصحية للرئيس صالح، ففي الوقت الذي صرح فيه أحمد الصوفي السكرتير الصحافي للرئيس صالح بأن الرئيس اليمني سيظهر أمام الإعلام اليمني خلال 48 ساعة، أشار مسؤول كبير بوزارة الإعلام اليمنية إلى صعوبة تحقيق ذلك حاليا بالنظر الى الإصابات والحروق في وجه الرئيس صالح، وأن تصريحات الصوفي ربما من باب التمني. وفي محاولة لتبديد هذا الغموض، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عن سفر فريق تلفزيوني إلى العاصمة السعودية الرياض لإجراء أول لقاء مع علي عبدالله صالح.
وقال الحزب عبر موقعه الالكتروني بأن الفريق سيجري اول لقاء مع الرئيس صالح يتحدث فيه إلى الشعب اليمني «يحدد فيه ملامح المرحلة المقبلة وخطوات الإصلاح السياسي المرتقب».
ميدانيا، أحبطت القوات اليمنية هجمات كانت القاعدة تنوي تنفيذها في عدن، كبرى مدن الجنوب، كما القت القبض على ستة «من اخطر عناصر» التنظيم، حسبما افادت وكالة الانباء اليمنية أمس.
وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري مسؤول ان عناصر القوات المسلحة تمكنوا أمس الأول «من إحباط مخطط لعمليات ارهابية كان عناصر من خلية تابعة لتنظيم القاعدة يعتزمون تنفيذها لاستهداف منشآت حيوية واقتصادية في محافظة عدن».
وذكر المصدر المسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية ان افراد اللواء 31 و39 مدرع »القوا القبض على ستة من أخطر عناصر التنظيم تخصصوا في صنع وتفجير العبوات الناسفة».